Monday, September 22, 2008

بحــب الدنيــا تتغيـــــر

بحب الدنيا تتغير
تسافر بينا وسط الموج
ويعلى الموج ونتأثر
ولكن بالحنين بنعود
ما بين حيرة ورغبة بعيد
بنفضل نبكى ونفكر
ما بين أشواقنا للفرحة
وبين الحزن فى قلوبنا
وبين رغبتنا فى التجديد
وانا واحد بعيش فى الحلم
وبحلم إنى يوم ما ألاقيك
ويوم ما اعرف ملامح ليا فى عينيك
هحس بإنى كنت زمان
بحب الدنيا تتغير
لأنى أكيد هلاقى أمان
هلاقى زمان نسى حلمى
هلاقى فرحتك بيا
هلاقى الجنة وألاقيك
فى يوم ما تقولى حبيتك
وإنك شايلة كل مشاعرك
على جزيرة بعيدة أكيد:
هخلى الدنيا دى سفينة!
وأشق البحر وأنسى الخوف
لأن عينيك هى أمانى
وزمانى
وزادى فى رحلتى ديا
ومهما الرحلة هطّول
هفكر فيك وأناديك
وأزين جنتى بيك
وهرفض إنى بعدك أقول :
بحب الدنيا تتغير
أحمد

Thursday, August 28, 2008

فتنـــــة فكاهيـــــة ... قصة قصيرة

كنا جالسين أسفل تلك الشجرة ، على حافة الحقل القبلى ، غارقين حتى آذاننا فى مناقشات غريبة لا نفهم منها شيئا ، وكلما ألقى أحدنا سؤالا أجابه آخر بإجابة تصلح لسؤال آخر تماما ، بينما تدور ذراع النارجيلة الطويلة علينا بالترتيب ، وكلما انتهى أحدنا منها أعطاها لمن يليه وهو يقول "صباح الخير!!" ... ليست مشكلة كما ترى ، حتى عندما ألقى علينا القمر ضوءه الفضى المتلأليء ، ووجوهنا التى أعياها السهر وأنتظار بزوغ الفجر تبدو لكائنات أخرى ، بحيث أصبح كل منا يجد صعوبة بالغة فى التعرف على صاحبه الجالس ... متى بدأت المشكلة؟ حقيقى أنا لم أدرك أنها مشكلة إلا بعدما أنتهت تماما ، صحيح أننى ما زلت أتحسس جرح جبهتى ، بضمادته البيضاء ، إلا أن هذا الجرح تحديدا هو الذى أفاقنى ، وجعلنى أسمع هتاف الغفر التابعين للعمدة وهم يهتفون بنا ، أن نكف عن العراك وإلا سيسحبوننا من أقفيتنا الى السجن ... ولك أن تعلم أن السجن فى بلدنا لا يشبه السجون المعروفة فى البلاد الأخرى ... هو شديد الأتساع وعدد قاطنيه فى إزدياد كبير كل يوم ... لدرجة أن الغفر يجدون صعوبة بالغة فى تذكر من دخل اليوم او أمس .. أما من دخلوه منذ سنوات ، فعليك أن تفقد الأمل فى خروجهم منه .. غير أنى سمعت أن الغفر الآن يبحثون عن بعض الأفراد بتكليف من العمدة نفسه .. والسبب أنهم سيعقدون معهم إتفاقا لتأديب بعض أفراد جماعة المشاكسين .. والسبب طبعا واضح .. العمدة رجل كبير السن وهو يريد أن يرث إبنه العمودية من بعده ،ولكن جماعة المشاكسين وهم كثيرون بالمناسبة ، يقفون له بالمرصاد ويظنون أنفسهم قطا بينما هم لعبة فى أيدى القط ... أخذنا الكلام وأنا لم أحك لك بعد عن سبب الشجار الذى حدث فى تلك الليلة .. فجأة وبينما نحن جالسين أسفل تلك الشجرة نتناوب دفقات الدخان الأزرق ، إذا بأحدهم يصرخ " وا مصيبتاه .. أغيثونا يا من تحبون الله .. أيها المتدينون أغيثوا دينكم .. أنهم يريدون بناء بيت .. يزعمون أنهم يصلون فيه لله .. ولكن الحقيقة غير هذا .. أغيثوا دينكم " .. ولم يكن نداء الرجل قد أنتهى بعد ، عندما كنا نحن اول من تحرك من اسفل الشجرة ، وأخذنا نعدوا مترنحين نحو مصدر الصوت .. وهناك وجدنا المشاجرة قد بدات بالفعل ولم نعد نعرف شيئا عن البادىء .. ولكن هذا لا يهم الآن يجب علينا الدفاع عن ديننا بكل ما اوتينا من قوة وعزم .. وهكذا بإذرع فاترة من أثر الدخان .. تناول كل منا ما أستطاع حمله بدءاً من حجر صغير لطيف الحجم ولكن اثره على الوجه شديد الوطء ، خاصة وان من قذفه كان جالسا معنا تحت الشجرة ..وأنتهاءاً بأقمشة مكورة مشتعلة وقد بللها البنزين .. مرورا بالشوم والعصى الغليظة فضلا عن القبضات والركلات وما الى ذلك .. الغريب فى الأمر .. أن الذين كانوا يريدون بناء البيت أيضا ،يبدون كما لو كانوا جالسين معنا أسفل الشجرة ، حيث لم يرتفع صوت عاقل واحد يدعو الى الهدوء والتريث ومناقشة الأمر بحكمة .. وأستمرت المشاجرة ما يقرب من ساعة أو ساعتين قبل أن نخضع جميعا لتهديد الغفر ونتفرق كل منا الى حاله حاملا جرحا فى رأسه أو ألما فى قلبه..أصدقك القول: لو لم نكن جالسين فى تلك الليلة الطويلة أسفل الشجرة كما هى عادتنا ، فربما ما كانت هناك مشاجرة من الأصل ، ثم أن جيراننا الذين بنوا البيت أستغلوا فرصة جلسة المزاج وقاموا بالبناء فى سرعة ، علنا لا نلحظهم ، ولكن أخطأ ظنهم .. نحن لم نصمت أبدا .. حتى لو استعانوا باقاربهم فى البلاد المجاورة .. تسألنى لماذا أحكى لك كل هذا ؟؟لأننى عندما مررت بدوار العمدة لمحت تلك القناة الأخبارية وهم يتحدثون بلغة غريبة عن مشاجراتنا بعد نصف ساعة فقط من بدايتها كما لو كانوا ينتظرونها .. هل تصدق أننى رأيت نفسى فى التلفاز .. إمرأتى أيضا لن تصدق هذا .. وحتى الولد (حمدان) لن يصدق .. ولكنى لن اصمت سأدور على البلد كلها فردا فردا لأخبرهم بالملحمة التى أشتركت فيها .. فقط كنت أود أن أعرف أكثر حتى أستطيع أن أخبرهم .. ولهذا سألتك .. كنت آملا أن تخبرنى بحقيقة ما حدث فأنت تعلم أننى كنت جالسا هناك تحت الشجرة .. أتراك كنت معنا أنت الآخر؟
تمت
بقلم/أحمد رشاد
القصة نشرت فى موقع بص وطل

Sunday, August 17, 2008

الواجـــــــــــــــــــب

من ايـمـا الغالية جائنى هذا الواجب مع طلب رقيق يصعب رفضه للإجابة عليه ... وحيث أن ايما تمثل ثلث جمهورى التدوينى فلا مجال لخسارة هذا الثلث بالهروب من الإجابة ــ بس ياريت نخلى موضوع الهروب دا سر!
على كل حال ومنعا للتهييس ــ بسبب قلة النوم ــ آثرت أن أضع هذه المقدمة على أن أعود للإجابة قريبا
الواجب :
الواجب من سؤال واحد ... اذكر ستة أسرار قد لا يكتشفها من يحدثك لأول مرة
السر الأول
كسول فى ما لا أقتنع به وشعلة نشاط فيما أؤمن أنى سانجح فيه ... أحب النظام جدا (مش نظام الحكم طبعا) لكنى فشلت كثيرا فى أن أكون منظما
السر الثانى
أعانى أزمة ثقة فى كل شيء تقريبا ... ربما لأنى تلقيت خبطات لذيذة (جدا)فى بداية حياتى ... لكن فى اللحظات التى أشعر فيها بقدرتى على الإنجاز أكون شخصا مختلفا
السر الثالث
خطى سيء ... رغم كونى مدرسا إلا أنى اعانى هذه المشكلة لكن بحمد الله أثبتت التجربة أن هذا لا شيء ... وتلاميذى العباقرة نجحوا فى قرائته لدهشتى الشديدة !! بل وتعلقوا بى كمدرس وهذه منة من الله أحمده عليها
السر الرابع
لدى قدر من اللامبالاة يفوق ما لدى الحكام العرب عند دخول الأمريكان أفغانستان والعراق ...اللامبالاة فى الأشياء التى لا أقتنع بها ... وأنا غير مقتنع بأشياء كثيرة بالمناسبة
السر الخامس
هى لازم الأسرار تكون حاجات وحشة بس؟ طيب ما علينا ... مشتت فى موضوع (مصر) دا ....مش عارف والله أحبها وللا أكرهها ...المشكلة إنى داخل أهو على 29 سنة ومشفتش غير رئيس واحد وسياسة واحدة لما قربت أكره نفسى ... قريت كتير جدا لدكتور نبيل لحد ما بقت مصر عندى مزدوجة ودى مشكلة رهيبة بلاش نخوض فيها ... ميحسهاش إلا إاللى بيعانى منها ... كفاية إنى يوم ما عرفت إن مصر دولة من دول العالم التالت إتصدمت !! الكلام دا كان من حوالى 15 سنة تقريبا ...دلوقتى طبعا أحنا من دول العالم العاشر... بس فى الآخر برضو أكيد مصر الوطن أكبر من كل التافهين اللى حكموها أو بيحكموها
السر السادس والأخير
حيث إننا خلصنا هقولكم نكتة ...عندما انشئت هذه المدونة أخذت أبحث لها عن أسم وتعبت من البحث وأحترت وفكرت أسميها عزيز الجبالى اللى هو اسمى فى منتدى دار ليلى وبعدين قلت ايه السخافة وضيق الأفق دا ... ما أنا ممكن أغير ...ولأن صورة الجبالى فى دماغى إنه مصرى حقيقى فرحت أخترت أسم عزيز المصرى ... لحد هنا تمام مفيش مشاكل ... وبعدين طبعا كنت فرحان بالمدونة رحت رايح على جوجول وكتبت الاسم بقى واستنيت ... لقيت صفحات كتيييييييييييير جدا فيها عزيز المصرى وقبل ما تاخدنى الجلالة واعيط وأنا فاكر إن جوجول بيحتفل بيا أكتشفت إن ... أحم ...إن عزيز المصرى دا واحد مهم جدا كان عايش فى النص الأول من القرن العشرين ومات بعد الثورة وإن أسمه الكامل الفريق عزيز باشا المصرى وإن الراجل دا كان مصيبة ...بلوة ... كارثة ...سموه أبو الثائرين ...وسيرة حياته متخمة جدا جدا ...اللى أنشأ كلية الشرطة (مدرسة البوليس)...وحارب مع الألمان ومسك قيادة حاجة كدا أسمها الجيش العربى المشترك وراح اليمن وعمل صلح هناك ورجع مصر وأتحكم عليه بالإعدام مرتين تقريبا وحاول يهرب مرتين منهم مرة بطيارة حربية لأ وكمان كان واحد من إتنين كانوا رواد للملك فاروق فى رحلة تدريبه فى لندن ...أنا أكيد قريت الأسم دا كتير قبل كدا بس بصراحة مكنتش بقف عنده كتير غير إنى فعلا كنت بنساه ...كانت مرة من المرات الكتير اللى بكتشف فيها إن ثقافتى محتاجة ترميم ويمكن تكون محتاجة تتهد وتتبنى من جديد ... بس المهم إنى قررت بعدها أسيب المدونة بنفس الأسم مع تعديل المعنى جوايا واهو برضو أبو الثائرين مطلوب دلوقتى
*******
طبعا الأسرار لم تنتهى ولا يمكن ان تنتهى ... الحمد لله الواجب إنتهى
المفترض أن أمرر الواجب لستة من المدونين لم يصلهم من قبل ... وهذه مشكلة كبيرة فعلا لأنى كسول فى حركتى التدوينية وبالتالى فمن أعرفهم قليلون للغاية ... فضلا عن ان التاج قد وصلهم من آخرين ...
حسنا
نؤجل هذه الخطوة حتى نجد من نلقى عليه التهمة
وألف ألف شكر يا ايما

Friday, April 25, 2008

المسّــــــاح ... قصة قصيرة

المسّــــاح
قصة قصيرة


أن تحصل على رزقك من أحذية الآخرين لهو أمر غريب بالتأكيد ..
خاصة لو كنت قد اخترت انت هذه الطريقة كما اختار أنا وسيلة مواصلاتى ...تعودت أن أحب مهنتى حتى وإن لم تكن هى الافضل .. ولو قدر لى أن أختار غيرها لأحببت العمل رئيسا لهذا البلد .. لكن منذ متى ندرك ما نتمناه؟.. من فضلك لا تنظر لى من الخارج .. أنا احب النظافة وموهوب فيها ايضا.. فهل من مشكلة؟ .. من السهل إذا أن تجدنى هنا فى ميدان (رمسيس ) وإن أصبحت أشعر بنوع من الوحشة بعد أن نقلوا صديقى رمسيس الى مكان آخر مجهول وتركوا مكانه شاغرا ومرتعا لمن يطمع فيه .. والطريق يمضى بصنوف المارة ..ربما كان المار امامى أحد هؤلاء البسطاء أو الاغنياء .. أهو اجنبي؟ أم لعله مصري؟! .. ربما توهمته أجنبيا وهو مصرى أو العكس .. هذا زمن أختلط فيه المستثمر بالمواطن المصرى لينتج خليطا ربما يثير الإشمئزاز لدى البعض أو السعادة لدى البعض الآخر.. ربما كان المار أمامى طالبا جامعيا كما كنت أنا منذ عامين .. ربما كان عاملا .. نساء كثيرات لا تتوقف إحداهن عندى أبدا .. ولا تتوقف عيناى على إحداهن طويلا ..
هكذا ترانى جالسا جوار سور المحطة قرب المدخل وانا أهتف بالمارة كى ينظفوا أحذيتهم بموهبتى المتألقة .. لم أعتد الإنتظار طويلا حتى يضع أحدهم قدمه فوق صندوق (العدة) ، وسيلتى لأكتساب الرزق .. كنت أبدأ فى تلميع الحذاء وأغيب فى عالم النشوة اللذيذ وزبونى يميل رأسه يمنة ويسرة ويرفع يده مداريا اشعة الشمس الحارقة والتى أعطيها ظهرى دائما .. ولولا حبى لمهنتى لما أحتملت تلك النظرات التى أعتدت تجاهلها مع الوقت ، وأستغرق فى عملى ولا أنظر لصاحب الحذاء إلا لآخذ أجرتى ..
(تك تك)
يرفع زبونى قدمه كى يضعها فوق صندوق العدة ..
(تك تك)
نغمة أعزفها بخبطات ظهر الفرشاة فوق الصندوق فيخفض هو قدمه ويضع الأخرى .. وعلى نغماتى الموسيقية يحرك الرجل قدميه مطيعا كما يطيع أفراد فرقة موسيقية قائدهم ... يخرج اللحن رائعا .. والحذاء نظيفا لامعا .. وزبونى يصبح أكثر احتراما بحذائه البراق .. ومع الضربة الرابعة أو السادسة تزيد نقودى جنيها جديدا .. لو حسبت ثمن هاتفى المحمول لوجته ألف حذاء بالتمام والكمال .. حذائى نفسه ربما ساوى مائة حذاء والآخر مئتى وخمسين ..
تعودت أن أعرف زبونى وأقيمه .. من حركة قدمه .. من ساق بنطاله .. بل وأصبحت أتوقع كذلك ثمن مسحة الحذاء .. هذا موظف شريف غالبا لا يمر علىّ إلا مرة كل أسبوع .. وهذا زميله يمر علىّ مرتين يوميا ..
اها .. هذه أقدام زبون جديد ..
عرفته أيضا من بنطاله وحذائه الذى أحفظ شكله تماما .. رفعت رأسى كى أتأكد من زيه الرسمى الأنيق ورتبته اللامعة فوق كتفيه وقد زادتها أشعة الشمس المنعكسة هيبة وإن حجبتْ نظارته السوداء أشعة الشمس عن عينيه فلم يخفض رأسه قط .. تخيلت نظرته من خلف النظارة وقد أختلطت فيها الصرامة بالزهو والغرور ..
(تك تك)
إنتابتنى نشوة غريبة وأنا أحرك قدم الضابط بخبطاتى فوق الصندوق ..
(تك تك)
للمرة الأولى ربما، يطيعنى صاحب السلطة الذى يحرك فرق الأمن المركزى بأوامره الحازمة ... أعجبنى الأمر لدرجة أننى أستغرقت وقتا مضاعفا كى أنظف له حذائه الذى سرعان ما يتسخ من جديد رغم ضعف حركته ، هو الجالس فوق المقعد معظم ساعات اليوم!!
(تك تك)
كان معجبا هو الآخر بإهتمامى بينما أنا معجب بطاعته لى! ..
(تك تك)
ابتسامة مزهوة على وجهه
(تك تك) يرفع رأسه متظاهرا بالملل ويحرك يده لينظر فى الساعة متعجلا ويقول بلهجة آمرة :ــ أما زال أمامك الكثير؟
ــ حالا يا (باشا) ... حذاؤك يختلف حتما عن الباقيين !
وعلى شفتىّ أرتسمت ابتسامة ساخرة لن يلمحها حتما ، وقد اعتاد أن ينظر فى مستوى كتفيه أو أعلى بينما كان وجهى الى حذائه ..
(تك تك)
ــ تمام يا باشا .. كله تمام !
خفض قدمه بجوار الاخرى وهمّ بالإنصراف لولا أن قلت فى استعطاف :
ــ أتحب سيادتك أن امر عليك هناك .. جنيه فقط هو ثمن المسحة ..
زادت صرامة وجهه وأدار عينيه فى الواقفين ثم عاود النظر لى وأمتدت يده الى جيب سترته الميرى وأخرج رزمة نقد ، انتقى منها جنيها قديما ناولنيه بطرف يده وألقى علىّ نظرة أخيرة قبل أن ينصرف .. كان هو الجنيه الخمسون لى فى يومى هذا وإن شعرت بمئة جنيه فى جيبى ونشوة بالنصر فى أعماقى .. وفى إعجاب تطلع زبائنى الىّ دون أن يجرؤ أحدهم على إبداء مشاعره بينما جاء أحدهم واضعا قدمه فوق الصندوق ..
(تك تتك تك) .. (تتك تك تك) ..
جنيها جديدا فى جيبى وزبونا جديدا يتقدم ..
ربع الساعة مرت ومرة أخرى لمحت حذاء رسميا ..
أكبر حجما أكثر طولا .. (تك تك) تعلق الحذاء بقدم صاحبه لحظة فى الهواء .. رفعت رأسى متطلعا الى صاحبه .. كان أحد عساكر الأمن المركزى الذين يملأون الميادين ..
(تك تــ ) لحظة أخرى مرت وهوت قدمه فوق الصندوق !!...
هؤلاء العساكر لا يعرفون الرفق قط .. لقد تحطم صندوق رزقى وتناثرت أصباغه فوق الرصيف وسط دهشة المارة والزبائن وصمتهم العجيب ،
أما أنا فقد تراجعت بظهرى مرتطما بسور المحطة ورفعت رأسى أتطلع الى ملامح الجندى وقد أرتسمت البلادة والإصرار على وجهه وقد عزم على إكمال ما بدأه .. وبنفس اصراره هذا تملصت من قدمه بصعوبة وانتفضت واقفا وقد أسلمت قدمىّ للطريق عدوا دون أن التفت خلفى .. ورغم عرجة ساقى البسرى إلا أنه لم يستطع اللحاق بى قط .. ومن بعيد فى مخبأى لمحته وقد وقد غزا الغضب الصطنع بلادة وجهه، بينما إرتفعت قامتى وأعتدلت وعلت شفتى ابتسامة لم تنجح أنفاسى اللاهثة فى كتمانها ..
حتما سيتغير الضابط وساعود الى مكانى القديم ..
وساصنع صندوقا جديدا .. أكثر صلابة!
تمت
أحمد

Friday, March 28, 2008

مختارات من نصف كلمة .. متجدد دائما

مختارات من موضوع نصف كلمة (دار ليلى للنشر والتوزيع والإعلان)
ــ4ــ
كان يتناول الشاي بأقل القليل من السكر ، ولديه نوع من الوسواس تجاه الأطعمة الدسمة ،ويواظب على الرياضة ويجعلها واجب يومي ، وعلى الرغم من كل هذا .... مات ككل البشر
ــ5ــ
عندما أمسكتها بين يدي .... وتحسست ملمسها العجيب قليلا ... شعرت كما لو أنى لا أشعر بأي شيء ... حاولت أن أعود إلى الشعور السابق ..لم أستطع .. حاولت إيجاد الشعور القادم ... لم أعرف ما هو ... وضعتها في الظرف ومشيت ... أتحدث عن الشهادة طبعا
ــ6ــ
حيث اننا نعيش عصر الانجازات الحقيقية ... فأنا أقترح انجازاَ حقيقيا آخر ... لماذا لا ننشيء كبرى علوى ، يعقبه نفق ... على أن يكون المرور بهما أجباريا ... حتى يتعلم الشعب! أنه مهما علا ... فإن مصيره تحت التراب ؟!
ــ7ــ
هناك من تصافحه ... تشعر أن كفك تغوص فى كفه ... وهناك من تصافحه ... تشعر أن كفك تحتوى كفه ... لا أعلم ما علاقة الكف بالموضوع ... ولكنك بحاجة الى الإحتكاك بالبشر ... حتى تعرف حجمك الحقيقى
ــ8ــ
دخلت مقهى ... وجدت مجموعة من طلبة الثانوية العامة "كتيين " من المدرسة ليشربوا الشيشة .. كدت أن اشمئز .. لولا أن تذكرت ثانويتى العامة !!
ــ9ــ
"تقبل الآخر" ... كلمة تصلح عند الحديث عن مجتمع وآخر .. أما في قلب المجتمع الواحد .. فمعنى الكلمة ينقلب إلى : 'فُرْقَة' .. ' تَشَتُّت' .. ' ضَياع' .. والمستفيد الوحيد بالتأكيد هو...الآخر!!
ــ10ــ
يبدو أن امتلاء المعتقلات ظاهرة صحية ... إذ أنها سوف تصبح كاملة العدد فى يوم ما ... ولن يكون هناك مكان لآخريين .. فقط علينا أن نطالب الحكومة بعدم بناء معتقلات جديدة

Friday, March 21, 2008

فى الليل .. تصير حياتى أحلى

فى الليل تصير حياتى أحلى
ــ 1 ــ
فى الليل
أخرج من بيتى
كى أسكن فى أبيات الشعر
أهجر يومى .. وكآبة شمس حارقة
وأغوص بضوء القمر الفضى الحالم
وأعاتب تلك النجمةُ أن لم تظهرْ بالأمس
وأصافح ضربا قد ملّ قديما من رؤياى
فيطالع وجهى ... ويصافحنى
فأعانق فيه الذكرى !
ــ 2 ــ
اهٍ من تلك الذكرى
كم بعدت عنى
كم تركتْ فى القلب حنينا للأمس
تلك الأيامُ المنقضية ... أتراها تعود ؟
قبل هجوم خاطف من غدها الموحش؟
ــ 3 ــ
فى الليل تصير حياتى أجمل
تلك الأيام القاسيةُ .. تحنو !
حين تمر الذكرى .. بين عيونى والنجمات
أضحك من نفسى أن ضاقتْ
من شيء يحدث تحت الشمس
ــ 4 ــ
فى الليل
أبياتٌ من شعر منتظرة
كى أقرأها وأعيد صياغةً نبضٍ فى قلبى
واحرك دفة أحساسى نحو الرقة
تلك الوجهة ... تبدو من بين ضباب الماضى
تظهر لعيونى .. لتؤكد أن حياتى لم تيبس
فتسافر بين ملامحِ وجهى .. لمحاتٌ من راحة
أتذكر تلك اللفتة من وجهك حين رأيتك
حين لمحتِ عيونى .. فادرتِ عيونك من خجل ..
اه من تلك اللحظة
وكأنك من ذات الليل الرائع تأتين
أفتح كفىّ
أعدو تحت سماء تعرفنى
أتسائل
هل تسقط تلك النجمة فى كفى ؟

أحمد
20/3/2008

Wednesday, March 19, 2008

حـقــيــقــة حــلــم



اهداء ... اليها
من وحى (مكعب سكر) ... بلاك تيما
رائع هو فريق بلاك تيما ... باختصار هو يجمع معانى كلمة شباب فى أحساس أغانيه ... هذه أغنيات لا يصح الحكم عليها من الخارج ... دعها تتسلل الى داخلك ... دعها تتجاوز حالة الرفض الأولى وتنساب بهدوء الى أعماقك كى تلتقى بتلك البوتقة المغلقة من المشاعر فتفجرها لتنساب داخلك مشاعر لم تظنها موجودة من قبل ...

كنت أسمع أغنية مكعب سكر للمرة العاشرة على ما أعتقد عندما وجدتنى امسك بالقلم وأخط تلك الكلمات ... لا أعرف ما هى لكنها بالتأكيد كلمات نجحت فى التعبير عن تلك اللحظة الساهمة المعبقة بالشرود والتأمل ...

حـــقــيـــقــــة حـــــــلــــم الــــبــــــــــــدايــة

كل حكاية ... وليها بداية ... إلا حكايتى مع الأحلام ... أحلم حلم ... صغير يكبر ... وأما يكون ... قادر يتحقق ... بيأس منه ... يزعل يهرب ... يجى الحلم ... التانى مكانه ... يفضل يكبر ... برضو ويكبر ... وأنسى حياتى ... بسرعة وأفكر ... إن الحلم ... مكانه فى بلدى ... سلة باسكت ... لكن مسدودة ... وإن بداية ... حلم حياتى ... حلم قديم ... حلم يغير ... كل حياتى ... وحلم حقيقى ... بينبهنى ... بصوته العالى ... بطّل تحلم ... بطل تفهم ... وإرضى بإنك ... واحد عادى ... زى كتير من غير أحلام.

Tuesday, March 4, 2008

حبــــك حلـــم السحــر ..شــــــعر






حبك حلم السحر

وبين العيـون يهيـــم الــقلب.. كطــيــٍر يـلهــو بـيـن الشـــجـرِ
ويخفـق إذ ما رأته العيــــون.. ويبكى عنـــد غياب الـقــمــــرِ
ويهواك دوما فيرنو اليــــــك.. ويغـدو كطـفـل تـاه بـســــفـــرِ
فعيناك تعرف أنـى حبـيـــــب.. وداء المحب طويــل الـهــجــرِ
أحبك حقــا وأعــــرف أنـــى.. رأيتــك حلما بوقـت السَحَـــــرِ
رأيت بعينـيــــك كل جمـــــال.. وروحك تصفـو كماء المـطـــرِ
وغصت بنبــع الجمال وعدت.. بأروع شـعــر بدنيـا الــبشـــرِ
وأسأل قلــبى عـنى وعـنـــك.. وأنت بقـلـبــى كـنقـش الحجـرِ
فيخفـق قـلبى بحــبى اليـــــك.. فـأعـلـم أنــك أمـل الــعــمـــرِ
وأذكر يوم هجـــرت الغـــرام .. فـأعـلـم أنـى أخــذت بــمـكــرِ
فحبــك خضـت بغـيــر عتــاد.. وكنت بروحـك نسـك الـوتـــــرِ
ولولا عيـون عنهــا كــتبــت.. لكنت وصفت عيونا بشعـــرى

أحمد 18ــ2ــ2001

Friday, February 22, 2008

أحبك رغم أنفى

أحبُكَ .. رغم أنفى
(قصة قصيرة جدا)
كانت خطوط وجهها تنحنى أسفل عينيها الواسعتين السوداوين الملتمعتين بدموع حبيسة ، تخشى أن تفر من سجن مقاومتها وتنهمر، وإلا ظهرت مشاعرها وأنسابت لعينيه ليكتشف أمرها ..أبدا لن تعطيه الفرصة ليفهم ..لو لم يفهم الآن وبلا دموع فهو حتما لا يستحق حبها .. ورغم عينيه اللتين ألقت على وجهها بنظرات متتابعة متسائلة حائرة .. إلا أن يده أمتدت لها بمنديل ورقى نظرت له لحظة قبل أن تنتبه لدموعها التى تساقطت من عينينها دون أن تشعر !
أحمد
من شهر تقريبا

Tuesday, January 1, 2008

بائـــعة الخبــــــــز .... شــعـــــر تقريبا


أحساس عجيب أنتابنى بعد أن كتبت هذه الاسطر ... ربما للمرة الاولى اكره شيئا اكتبه ... هل يجب أن نحب كل ما نكتب؟ ... أم نكتفى بكتابة ما نحب فحسب؟
لا أعرف !
****

بائعة الخبز

(إهداء : الى هبة النيل ... مصر ... أم الدنيا)

ــ1ــ

بائعة الخبز

تعاندنا

تأبى أن تطعمنا

أو تسقينا

تحمل بين يديها خبزا

معجونا من رمل اصفر

كانت تطعمنا منه ونرضى

رغما عنا.. نرضى

ــ2ــ

بائعة الخبز

لها نهرٌ وضفافٌ من خير

لكن تابى أن تسقينا

كانت فى يوم للعالم أما

واليوم .. للأبناء تغم

ترفض

وتسلم جسدا من عفة

طوعا للقواد

ولكره الابناء تبادر وتهم

ــ3ــ

بائعة الخبز

لها نصفين

نصف يغدق بالخير على عاق

والنصف الآخر يضرب..يسجن ويعذب

يدعو ابناء بررة

يسلمهم للقدر الشاق

ــ4 ــ

بائعة الخبز

ليست حرة

هى تبدو حرة

لكن الحرة من بيع للذات،

لا تبحث عن رزق

والحرة

تنجب أبناء احرارا

لا يرضو للحرة أن تبقى

رغما عنها

بأيدى الفجار

ــ5ــ

بائعة الخبز

تعبتْ

ضاقت بالسعى

ماعادت تقدر أن تعمل

تركت أرغفة من خبز

تسقط من ايديها

وكلاب طريق يعوون

فى غفلة من بائعة الخبز

جمعوا كل رغيف ساقط

ولما وصلت لبيوت الابناء

وجدت ايديها قد فرغت

والابناء يعوون

ما عادت تملك تمييزا

بين عواء الجوعى

وعواء كلاب

ــ6ــ

بائعة الخبز

تجاهد

كى لا تسقط ارضا

لو سقطت

قد تتكشف عورات الحكام

ــ7ــ

بائعة الخبز

تركت بيع الخبز

جادت بالمخبز

والطحن وماء العجن

وتعيش حياة مرفهة

تنتظر الموت

بكل هدوء وسلام

أحمد