Thursday, August 28, 2008

فتنـــــة فكاهيـــــة ... قصة قصيرة

كنا جالسين أسفل تلك الشجرة ، على حافة الحقل القبلى ، غارقين حتى آذاننا فى مناقشات غريبة لا نفهم منها شيئا ، وكلما ألقى أحدنا سؤالا أجابه آخر بإجابة تصلح لسؤال آخر تماما ، بينما تدور ذراع النارجيلة الطويلة علينا بالترتيب ، وكلما انتهى أحدنا منها أعطاها لمن يليه وهو يقول "صباح الخير!!" ... ليست مشكلة كما ترى ، حتى عندما ألقى علينا القمر ضوءه الفضى المتلأليء ، ووجوهنا التى أعياها السهر وأنتظار بزوغ الفجر تبدو لكائنات أخرى ، بحيث أصبح كل منا يجد صعوبة بالغة فى التعرف على صاحبه الجالس ... متى بدأت المشكلة؟ حقيقى أنا لم أدرك أنها مشكلة إلا بعدما أنتهت تماما ، صحيح أننى ما زلت أتحسس جرح جبهتى ، بضمادته البيضاء ، إلا أن هذا الجرح تحديدا هو الذى أفاقنى ، وجعلنى أسمع هتاف الغفر التابعين للعمدة وهم يهتفون بنا ، أن نكف عن العراك وإلا سيسحبوننا من أقفيتنا الى السجن ... ولك أن تعلم أن السجن فى بلدنا لا يشبه السجون المعروفة فى البلاد الأخرى ... هو شديد الأتساع وعدد قاطنيه فى إزدياد كبير كل يوم ... لدرجة أن الغفر يجدون صعوبة بالغة فى تذكر من دخل اليوم او أمس .. أما من دخلوه منذ سنوات ، فعليك أن تفقد الأمل فى خروجهم منه .. غير أنى سمعت أن الغفر الآن يبحثون عن بعض الأفراد بتكليف من العمدة نفسه .. والسبب أنهم سيعقدون معهم إتفاقا لتأديب بعض أفراد جماعة المشاكسين .. والسبب طبعا واضح .. العمدة رجل كبير السن وهو يريد أن يرث إبنه العمودية من بعده ،ولكن جماعة المشاكسين وهم كثيرون بالمناسبة ، يقفون له بالمرصاد ويظنون أنفسهم قطا بينما هم لعبة فى أيدى القط ... أخذنا الكلام وأنا لم أحك لك بعد عن سبب الشجار الذى حدث فى تلك الليلة .. فجأة وبينما نحن جالسين أسفل تلك الشجرة نتناوب دفقات الدخان الأزرق ، إذا بأحدهم يصرخ " وا مصيبتاه .. أغيثونا يا من تحبون الله .. أيها المتدينون أغيثوا دينكم .. أنهم يريدون بناء بيت .. يزعمون أنهم يصلون فيه لله .. ولكن الحقيقة غير هذا .. أغيثوا دينكم " .. ولم يكن نداء الرجل قد أنتهى بعد ، عندما كنا نحن اول من تحرك من اسفل الشجرة ، وأخذنا نعدوا مترنحين نحو مصدر الصوت .. وهناك وجدنا المشاجرة قد بدات بالفعل ولم نعد نعرف شيئا عن البادىء .. ولكن هذا لا يهم الآن يجب علينا الدفاع عن ديننا بكل ما اوتينا من قوة وعزم .. وهكذا بإذرع فاترة من أثر الدخان .. تناول كل منا ما أستطاع حمله بدءاً من حجر صغير لطيف الحجم ولكن اثره على الوجه شديد الوطء ، خاصة وان من قذفه كان جالسا معنا تحت الشجرة ..وأنتهاءاً بأقمشة مكورة مشتعلة وقد بللها البنزين .. مرورا بالشوم والعصى الغليظة فضلا عن القبضات والركلات وما الى ذلك .. الغريب فى الأمر .. أن الذين كانوا يريدون بناء البيت أيضا ،يبدون كما لو كانوا جالسين معنا أسفل الشجرة ، حيث لم يرتفع صوت عاقل واحد يدعو الى الهدوء والتريث ومناقشة الأمر بحكمة .. وأستمرت المشاجرة ما يقرب من ساعة أو ساعتين قبل أن نخضع جميعا لتهديد الغفر ونتفرق كل منا الى حاله حاملا جرحا فى رأسه أو ألما فى قلبه..أصدقك القول: لو لم نكن جالسين فى تلك الليلة الطويلة أسفل الشجرة كما هى عادتنا ، فربما ما كانت هناك مشاجرة من الأصل ، ثم أن جيراننا الذين بنوا البيت أستغلوا فرصة جلسة المزاج وقاموا بالبناء فى سرعة ، علنا لا نلحظهم ، ولكن أخطأ ظنهم .. نحن لم نصمت أبدا .. حتى لو استعانوا باقاربهم فى البلاد المجاورة .. تسألنى لماذا أحكى لك كل هذا ؟؟لأننى عندما مررت بدوار العمدة لمحت تلك القناة الأخبارية وهم يتحدثون بلغة غريبة عن مشاجراتنا بعد نصف ساعة فقط من بدايتها كما لو كانوا ينتظرونها .. هل تصدق أننى رأيت نفسى فى التلفاز .. إمرأتى أيضا لن تصدق هذا .. وحتى الولد (حمدان) لن يصدق .. ولكنى لن اصمت سأدور على البلد كلها فردا فردا لأخبرهم بالملحمة التى أشتركت فيها .. فقط كنت أود أن أعرف أكثر حتى أستطيع أن أخبرهم .. ولهذا سألتك .. كنت آملا أن تخبرنى بحقيقة ما حدث فأنت تعلم أننى كنت جالسا هناك تحت الشجرة .. أتراك كنت معنا أنت الآخر؟
تمت
بقلم/أحمد رشاد
القصة نشرت فى موقع بص وطل

Sunday, August 17, 2008

الواجـــــــــــــــــــب

من ايـمـا الغالية جائنى هذا الواجب مع طلب رقيق يصعب رفضه للإجابة عليه ... وحيث أن ايما تمثل ثلث جمهورى التدوينى فلا مجال لخسارة هذا الثلث بالهروب من الإجابة ــ بس ياريت نخلى موضوع الهروب دا سر!
على كل حال ومنعا للتهييس ــ بسبب قلة النوم ــ آثرت أن أضع هذه المقدمة على أن أعود للإجابة قريبا
الواجب :
الواجب من سؤال واحد ... اذكر ستة أسرار قد لا يكتشفها من يحدثك لأول مرة
السر الأول
كسول فى ما لا أقتنع به وشعلة نشاط فيما أؤمن أنى سانجح فيه ... أحب النظام جدا (مش نظام الحكم طبعا) لكنى فشلت كثيرا فى أن أكون منظما
السر الثانى
أعانى أزمة ثقة فى كل شيء تقريبا ... ربما لأنى تلقيت خبطات لذيذة (جدا)فى بداية حياتى ... لكن فى اللحظات التى أشعر فيها بقدرتى على الإنجاز أكون شخصا مختلفا
السر الثالث
خطى سيء ... رغم كونى مدرسا إلا أنى اعانى هذه المشكلة لكن بحمد الله أثبتت التجربة أن هذا لا شيء ... وتلاميذى العباقرة نجحوا فى قرائته لدهشتى الشديدة !! بل وتعلقوا بى كمدرس وهذه منة من الله أحمده عليها
السر الرابع
لدى قدر من اللامبالاة يفوق ما لدى الحكام العرب عند دخول الأمريكان أفغانستان والعراق ...اللامبالاة فى الأشياء التى لا أقتنع بها ... وأنا غير مقتنع بأشياء كثيرة بالمناسبة
السر الخامس
هى لازم الأسرار تكون حاجات وحشة بس؟ طيب ما علينا ... مشتت فى موضوع (مصر) دا ....مش عارف والله أحبها وللا أكرهها ...المشكلة إنى داخل أهو على 29 سنة ومشفتش غير رئيس واحد وسياسة واحدة لما قربت أكره نفسى ... قريت كتير جدا لدكتور نبيل لحد ما بقت مصر عندى مزدوجة ودى مشكلة رهيبة بلاش نخوض فيها ... ميحسهاش إلا إاللى بيعانى منها ... كفاية إنى يوم ما عرفت إن مصر دولة من دول العالم التالت إتصدمت !! الكلام دا كان من حوالى 15 سنة تقريبا ...دلوقتى طبعا أحنا من دول العالم العاشر... بس فى الآخر برضو أكيد مصر الوطن أكبر من كل التافهين اللى حكموها أو بيحكموها
السر السادس والأخير
حيث إننا خلصنا هقولكم نكتة ...عندما انشئت هذه المدونة أخذت أبحث لها عن أسم وتعبت من البحث وأحترت وفكرت أسميها عزيز الجبالى اللى هو اسمى فى منتدى دار ليلى وبعدين قلت ايه السخافة وضيق الأفق دا ... ما أنا ممكن أغير ...ولأن صورة الجبالى فى دماغى إنه مصرى حقيقى فرحت أخترت أسم عزيز المصرى ... لحد هنا تمام مفيش مشاكل ... وبعدين طبعا كنت فرحان بالمدونة رحت رايح على جوجول وكتبت الاسم بقى واستنيت ... لقيت صفحات كتيييييييييييير جدا فيها عزيز المصرى وقبل ما تاخدنى الجلالة واعيط وأنا فاكر إن جوجول بيحتفل بيا أكتشفت إن ... أحم ...إن عزيز المصرى دا واحد مهم جدا كان عايش فى النص الأول من القرن العشرين ومات بعد الثورة وإن أسمه الكامل الفريق عزيز باشا المصرى وإن الراجل دا كان مصيبة ...بلوة ... كارثة ...سموه أبو الثائرين ...وسيرة حياته متخمة جدا جدا ...اللى أنشأ كلية الشرطة (مدرسة البوليس)...وحارب مع الألمان ومسك قيادة حاجة كدا أسمها الجيش العربى المشترك وراح اليمن وعمل صلح هناك ورجع مصر وأتحكم عليه بالإعدام مرتين تقريبا وحاول يهرب مرتين منهم مرة بطيارة حربية لأ وكمان كان واحد من إتنين كانوا رواد للملك فاروق فى رحلة تدريبه فى لندن ...أنا أكيد قريت الأسم دا كتير قبل كدا بس بصراحة مكنتش بقف عنده كتير غير إنى فعلا كنت بنساه ...كانت مرة من المرات الكتير اللى بكتشف فيها إن ثقافتى محتاجة ترميم ويمكن تكون محتاجة تتهد وتتبنى من جديد ... بس المهم إنى قررت بعدها أسيب المدونة بنفس الأسم مع تعديل المعنى جوايا واهو برضو أبو الثائرين مطلوب دلوقتى
*******
طبعا الأسرار لم تنتهى ولا يمكن ان تنتهى ... الحمد لله الواجب إنتهى
المفترض أن أمرر الواجب لستة من المدونين لم يصلهم من قبل ... وهذه مشكلة كبيرة فعلا لأنى كسول فى حركتى التدوينية وبالتالى فمن أعرفهم قليلون للغاية ... فضلا عن ان التاج قد وصلهم من آخرين ...
حسنا
نؤجل هذه الخطوة حتى نجد من نلقى عليه التهمة
وألف ألف شكر يا ايما