Saturday, December 29, 2007

اعتراف .. شــــعـــــــــر غالبا

إعتراف
(إهداء : اليك)
دعينى يا سيدتى
أقدم إعتراف
وتلك ــ لو علمت ــ
فرصةٌ ذهبية
أحببت يا سيدتى
أن أتقدم
لنفسى باعتراف
لأنك يا سيدتى
لم تحسنى قرائتى
لم تدخلى عقلى
ظلت على بوابات قلبى
تترددين .. وتطرقين
أردتِ يا سيدتى .. دعوةً فورية
لكنى يا سيدتى
أخاف!

ــ2ــ

لعلك تعرفين
أن الرجال ــ عزيزتى ــ حَمْقَى
لا يحسنون الحب
لأنهم واثقون
ألا أمرأةً
تدرك معنى الحب
وأنت يا سيدتى
خير مثال
فبحبك
تعبثين !
بحبك تلعبين
ولحبك ، تخطئين

ــ3 ــ
أنت يا سيدتى
إنسانة عجيبة
فى قربك .. بعيدة
ولما تبعدين
تظنين نفسك قريبة
أنت يا سيدتى
إنسانة غريبة

ــ4ــ
تحبيننى؟
حقا يا سيدتى ؟
وددت يا سيدتى
لو تؤكدين
لعلى يا سيدتى
أحبك يوما
كما ترغبين
أحمد

Thursday, December 27, 2007

أغانى شديدة الإنفجار .. 2 .. منيـــــر طبعا


بننجــــرح

(أهداء : الى خفقات قلبى الأولى )

بننجرح كل يوم لكن

لكن بيفرحنا

إن أنت جوة القلب ساكن

ساكن فى أفراحنا

وأنت الأمل فى العيون

والنشوة ساعة الجنون

دا انت الامل فى العيون

والنشوة ساعة الجنون

واياك تكون زيهم وتروح

وتروح وتجرحنا

دا انت الوحيد منهم تقدر تريحنا


******



فى دايرة الرحلة

(اهداء: لمن لا يظهر لى إلا فى المرآة)

ف دايرة الرحـــلة دروب بنـا تخـلــى

أيا حبيب عمــرى وصحبتى وقمرى

عيـون مرة تباعــد خطاوى مرة تعاند

حنيـن جوانا يحكى وشوق جوانا يبكى

والدمع ساقية كبت

فى دايرة الرحلـــة دروب بنا تخلى

ليه يا سنين العمـر ترضى لنا بالمـر

دا لولا فينا صبـر لهان علينا العمـر

فى دايرة الرحــلة ايامنا على المولى

ليلنـــا يـــا ليلــنــا مـــــرة هتحلــلـنـا

تميل على ميلــنـا فى دايرة الرحـــلة

رحلة يا رحلـــة يا صعبة يا سهلة

رحالــة خطـوتنا فى دايرة الرحلة

عيون مرة تباعد خطاوى مرة تعاند

حنين جوانا يحكى وشوق جوانا يبكى

والدمع ساقية كبت



Wednesday, December 26, 2007

هــــرة ..نــزار قبانى ..شعر

هناك قصائد وقصائد .. قصائد نكرهها .. وقصائد نحبها ونحن ندعى كرهنا لها .. وتظل القصيدة فى النهاية .. قصيدة .. لنقرأها
هرة
كنت أعدو فى غابة اللوز .. لما
قال عنى ، أماه ، إنى حلوة
وعلى سالفى .. غفا زر ورد
وقميص تفلتت منه عروة
قال ما قال .. فالقميص جحيم
فوق صدرى ، والثوب يقطر نشوة
قال لى مبسمى وريقة توت
ولقد قال إن صدرى ثروة
وروى لى عن ناهدى حكايا
فهما جدولا نبيذ وقهوة
وهما دورقا رحيق ونور
وهما ربوة تعانق ربوة
أأنا حلوة؟ وأيقظ أنثى
فى عروقى ، وشق للنور كوة
إن فى صوته قرارا رخيما
وبأحداقه .. بريق النبوة
جبهة حرة .. كما أنسرح النور
وثغر فيه اعتداد وقسوة
يغصب القبلة اغتصابا .. وأرضى
وجميل أن يؤخذ الثغر عنوة
ورددت الجفون عنه .. حياء
وحياء النساء للحب دعوة
تستحى مقلتى .. ويسال طهرى
عن شذاه .. كأن للطهر شهوة
أنت .. لن تنكرى على أحتراقى
كلنا .. فى مجامر النار نسوة
نزار قبانى

Monday, December 24, 2007

اغانى شديدة الإنفجار...منيــــــــــــــــــــــر

الأغانى ُتسمع لاتكتب لكن يظل أثرها فى النفس باقيا ليذكرنا أنها كانت اصلا كلمات مكتوبة لتعبر عن موقف ربما يكون حقيقيا او على الأقل هى نجحت فى التعبير عنا جيدا وحملت مشاعرنا فى لحظات الحب والكراهية فى لحظات الضيق والفرح فى لحظات السعادة والحزن،لتظل دائما رسائل منا والينا ،،
بتبعدينى
بتبعدينى عن حياتك بالملل
وخليتينى أقول خلاص مفيش أمل
***
أستمرى .. هتخسرينى
أستحالة .. هتكسرينى
وحسسينى إنك حجر
او وردة دبلت على الشجر
صبرت صبر غريب رهيب لا يحتمل

***
بتبعدينى عن حياتك بالملل
وخليتينى أقول خلاص مفيش أمل
***
وبتوهمينى إنى ظلمتك
وإنى غربتك هزمتك
عملت ايه يجرح كرامتك
كل اللى ممكن أعمله معاك أتعمل
بتوهمينى إن الحكاية بتنتهى
ابعد وقبل ضياعى منك تندمى
***
بتبعدينى عن حياتك بالملل
وخليتينى أقول خلاص مفيش أمل
***
مبقتش بعرف دمعتك من فرحتك
اصرخ مفيش وللا صرخة منى تسكتك
معرفش ليه بتعذبينى
لو بجرحك .. أمشى وسيبينى
ساكتة الحياة بينك وبينى
احساسى بيكِ راح اكيد .. مش محتمل
***
بتبعدينى عن حياتك بالملل
وخليتينى أقول خلاص مفيش أمل
***
أستمرى هتخسرينى
أستحالة هتكسرينى
وحسسينى إنك حجر
او وردة دبلت على الشجر
صبرت صبر غريب رهيب لا يحتمل
***
بتبعدينى عن حياتك بالملل
وخليتينى أقول خلاص مفيش أمل
....
بتبعدينى عن حياتك بالملل
وخليتينى أقول خلاص مفيش أمل
...
بتبعدينى عن حياتك بالملل

Saturday, December 22, 2007

نصـــــف كلـمــــة ... مختارات .... متجدد دائما

عن الفكرة :
كان للدكتور الفاضل / أحمد خالد توفيق الفضل فى توجيه نظرى الى ما أسميته أنا (فن الكلمات القصيرة) ، كان يكتب (قصاصات صالحة للحرق) فى موقع روايتى ، إنتبهت الى أنه يمكن التعبير عن معنى ضخم رائع مكتمل فى كلمات بسيطة سهلة قليلة
ثم عرفت تلك العلاقة بين (نصف كلمة) وبين(قصاصات صالحة للحرق) ..
كان الأول عنوانا للكاتب أحمد رجب ،الذى يعرفه الجميع فى مصر ، ثم كانت فكرة من زميل فى منتدى دار ليلى للنشر والتوزيع والإعلان ، قال : الموضوع بسيط ،هنكتب نص كلمة زى الأستاذ احمد رجب !!
بدأو هم ولحقت بهم بعدها ليصبح ذلك الموضوع أهم وأحب موضوع الى قلبى فى منتديات الدار
ساقتطف بعض كلماتى فيه ، تلك الكلمات التى تركت فى داخلى أثرا بعد أن كتبتها
صحيح هى نصف كلمة لكنها عبرت افضل من كلمات كثيرة ربما ما كنت قلتها لولا ذلك الموضوع .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأولى :
ـــ على الرغم من أن مصر دخلت عالم الموبايل منذ فترة ، إلا أنها مازالت عاجزة عن الاتصال بأبنائها ، يبدو أن هناك مشكلة في الشبكة
***
الثانية :
ـــ فرنسا لا تخشى شيئا في سبيل الحفاظ على هويتها ، وتونس ومصر والكثير من الدول العربية تفعل المثل!! ... تبذل أقصى جهد وعرق ممكن من أجل الحفاظ على هوية فرنسا ، ثم يتحدثون عن صدام الحضارات ... ما هذا الجهل ؟؟
***
الثالثة :
ـــ المتأمل في أحوال الدول العربية يجد أن هناك أنواعا منها ، نوع ثرى مترف بل وشديد الثراء والترف ، ونوع فقير يعانى أهله الأمرين ، ونوع أخير يجمع أسوء ما في النوعين
يتبع ،،،

Tuesday, December 18, 2007

حمرا يا طماطم ... (قصة ساخرة )

حمرا يا طماطم


1 ــ النشأة
من قلب المزارع جائتْ ..
وفوق سيارات النقل الضخمة وضِعتْ ..
وفى أسواق الخضار عُرضتْ ..
ولكنها لم تبق أبدا على حال ..
إنها الطماطم .. ولكن ..
ليست كأى طماطم ..
إنها طماطم مصرية ..
خالصة ..
***
2 ــ يوميات
"يا أمو حموئاااااة ... أنت رايحة السوق يا أختى؟ "
هكذا هتفت (سنية) ، زوجة المعلم (فرج) القهوجى ، للمدعوة (أمو حموئة) وهى فى طريقها الى السوق .. كيف علمت انها ذاهبة الى السوق؟ .. هذه المشية المتئدة الموحية بالإعتياد والملل والحقيبة القماشية العريضة ذات الجيب والتى تعرفها سنية جيدا .. كلها دلائل تدل على أن (امو حموئة) لو لم تكن ذاهبة الى السوق فهى حتما ذاهبة الى السوق ..
" اصّبحى بالخير يا سنية يا اختى .. ايوة عايزة حاجة؟ "
"كنت عايزة نص كيلو قوطة .. الهى ربنا يخليك يا اختى يارب"
" من عينيا يا سنية .. ساعة زمن وتكون عندك يا حبيبتى "
ولما مرت الساعة وتلتها اخرى واخرى ولم تعد (ام حموئة) ، كان القلق يعصف بنفس (سنية) .. كانت فرِحة لأنها لن تذهب الى السوق من أجل نصف كيلو طماطم .. ولكن الوقت مضى دون ان تعد الجارة .. ترى ماذا ستقول لزوجها المعلم (فرج) عندما يأتى للغداء ؟ سيتهمها بالإهمال ويسمعها كلماته المنتقاة بعناية من مجتمع القهوة وربما يصل الأمر الى معركة بالأيدى .. وفى نفسها اعترفت أنه سيكون محقا لو فعل .. ولكنها لن تستسلم بسهولة .. ستدافع عن وجودها كأفضل ما يكون ..
تك تك تك " سترك يارب " ... تك تك تك تك .. " أيوة حاضر صبرك ياللى على الباب دهدى !"
وأتجهت فى خطوات وجلة وقلبها يخفق وعقلها يصور لها المأساة التى ستقع بعد قليل ، وأمتدت يدها الى الباب لتفتحه و ... وشهقت فى قوة ..
" (أمو حموئة) .. ايه اللى عمل فيك كدا يا اختى؟ "
كانت المذكورة قد عادت بهيئة مزرية ، وهى تلهث فى قوة من اثر صعود السلم .. أشارت بيدها فى تعب فافسحت لها (سنية) الطريق .. وقبل ان تغلق الباب فوجئت بصبى زوجها وهو يقول لاهثا : " يا ست سنية .. المعلم فرج بيقولك إنه هيتأخر شويتين .. بيقولك أتغدى أنت "
أغلقت الباب وهى تتنهد فى ارتياح غامر ثم التفت الى الجارة التى جلست على أريكة مواجهة لباب الشقة وأسرعت اليها هاتفة فى جزع :
" خير يا أختى ايه اللى حصل ؟ "
أجابتها : " أسكتى يا اختى .. دا أنا ماكونتش راجعة خالص لولا ستر ربنا "
ضربت سنية صدرها بكف يدها وهى تقول :
" ليه يا أختى كفا الله الشر .. ايه اللى حصل ؟"
أخذت "امو حموئة" نفسها وقالت :
" أنا يا ختى كنت رايحة السوق فى أمان الله .. دخلت على البياع الاولانى .. يقوللى كيلو القوطة بعشرة جنيه .. سيبته ورحت على التانى يقولى بتسعة .. قلت ألف لفة واجيب الحاجة اللى عايزاها الاول وبعدين أبقى أشوف حكاية القوطة دى .. وفجاة عينك ما أتشوف إلا النور "
عادت سنية تضرب صدرها بيدها وتهتف " خير يا أختى خناقة ؟ " ..اجابت " ياريتها كانت خناقة يا أختى .. فجأة لاقتلك السوق كله أتملا عساكر واتقفل من كل ناحية .. لا البياعين عرفو يبيعو ولا أحنا عرفنا نشترى .. وفين وفين على ما عسكرى ابن حلال قالنا على اللى حصل .. أتارى يا اختى كان فيه مركب معدى "
شهقت سنية وكررت الكلمة " مركب ؟!! مركب ايه يا أختى سلامة عقلك "
" هو اللى قالنا كدا .. وقال كمان إن رئيس الوزرا راكب فيه .. ورايح يفتح مصنع جديد بتاع واحد مستسمر (مستثمر) والمصنع دا بيعمل علب صلصة "
" طب وأنتو مالكم ومال الحكاية دى ؟"
" ما أنا لما سألت جدع بياع ابن حلال فهمت وكمان عرفت ليه القوطة غالية كدا .. الجدع بيقول إن كان فيه كردون على الطريق اللى هيعدى فيه المركب .. وإن تاجر قوطة كبير كان جاى بعربية نقل محمل عليها ييجى عشروميت كيلو قوطة .. ولما وصل لحد قبل السوق مرديوش يخلوه يعدى فضل يتحايل عليهم ويقولهم يا أخونا عايز ألحق السوق قبل ما يشطب وبردو مرديوش .. والطريق وراه كان زاحمة فا معرفش يرجع .. المهم الراجل أتفاهم مع الأمنا .. قالولو هنسيبك تعدى بس بسرعة .. أحسن لو حد شافك هتبقى مصيبة .. الراجل ركب العربية ويدوب لسه بيعدى الشارع راح كام قفص من العربية وقعوا على الطريق اللى المركب هتعدى فيه .. والمصيبة يا أختى إن كان خلاص فاضل سوانى .. راح الراجل ساب الاقفاص اللى وقعت وطلع يجرى بالعربية .. وأول ما الموتسكلات ظهرت .. لقت القوطة واقعة وقبل ما واحد منهم يفرمل .. كان أتزحلق على القوطة ووقع على الأرض .. وعلى طول كانت تلات أربع عربيات بوليس كانت بتجرى ورا العربية .. والدنيا أتقلبت .. راحو هجمين على السوق ومنعوا أى حد يدخل أو يخرج .. لحد ما نضفوا الشارع والمركب عدى "
" طب والراجل بتاع القوطة .. عملوا فيه ايه؟ "
" أسكتى يا أختى .. دا قبضو على كل بتوع القوطة اللى فى السوق وصادروا العربية بالقوطة اللى فيها .. أوم لما رئيس الوزرا عرف .. راح واخد العربية بالقوطة اللى عليها لصاحب المصنع اللى كان رايح يفتحه .. وعشان كدا راح البياعين مزودين فى السعر أكتر .. تصدقى يا أختى إنى جبتلك النص كيلو بسبعة جنيه ؟ "
شهقت سنية قائلة " سبعة جنيه يا أمو حموئة .. يا أختى ماكونتيش جبتى ..."
ردت الجارة " طب وكونتى هتطبوخى إزاى ؟"
هبت سنية من فوق الأريكة وقد تذكرت الغداء وزوجها والمعركة المرتقبة وصرخت " يالهوى .. دا أنا نسيت الغدا .. والراجل زمانه جاى "
وفى تلك اللحظة سمعت دوى الباب ..
طك طك طك ... طك طك طك .. "أفتحى يا ولية " ..
ولما دخل ألقى نظرة اشمئزاز على امو حموئة وهو يقول :
" فين الغدا يا ولية؟ أنت لسة ما عملتهوش ؟ "

****
3 ــ خبر فى النشرة
وفى تصريح له قال الدكتور (عفيف) رئيس مجلس الوزراء انه فى إطار تشجيع الدولة للإستثمارات ، فهى تقدم دعم مجانى للمشروعات لتشجيع المستثمرين وتهيئة مناخ الأستثمار فى مصر .. كما أكد سيادته على أن الدولة تعمل على مكافحة الكوسة المنتشرة عن طريق منع الطماطم وترشيد أستهلاكها مما ادى الى شعور خاطيء لدى المواطن بإرتفاع سعر القوطة ...

تمت
بقلم / أحمد رشاد

Wednesday, December 12, 2007

كرسى فى الكلوب .. قصة قصيرة

كرسى فى الكلوب
ليل جديد
لسبب ما أصبح يشعر أن حياته كلها أصبحت ليلا طويلا ..
حتما ليس السبب أنه ينام نهارا ويمارس حياته ليلا ..
ربما لأنه يحب السكون والهدوء والتأمل .. وهى أشياء من الصعب أن يجدها إلا ليلا ..
عندما يحنو العالم عليه ويقرر أن يعطيه فرصة ليفهمه ..
لذلك فقد كان أول ما شعر به عندما تطلع من نافذته الى الشارع ووجدهم ينصبون أعمدة خشبية بطريقة منظمة ويصلون كل عمودين رأسيين بثالث أفقى يرتفع عن الأرض بطول العمود الرأسى ويربطون كل نقطة يلتقى عندها عمودين بأحبال ليفية خاصة تجبر العمودين على أن يحتمل احدهما الآخر رغما عنه ..
عندما رأى كل هذا أدرك أن الليلة ستكون سوداء بحق ..
هذا فرح آخر ..
هو بطبيعته شخص مرح ، يحب المزاح والصحبة والود والتعارف بالآخرين ولكن .... يحب كل هذا عندما يختاره لا أن يجبره أحدهم عليه ..
وأحدهم هذا لم يكن واحد يسهل الفكاك منه .. ولكنها عائلة باكملها .. بل عائلتان..وكلتاهما تود أن تفرح بابنها أو ابنتها ولا تطيق أن ياتى شخص يحب الهدوء ليقول لهم فى بساطة ألا يفرحوا !!
ليس أمامه إذا إلا أن يستسلم للأمر الواقع ... ولتمر هذه الليلة ..
وفى سرعة من يريد ان يفعل أكبر قدر ممكن من الخيرات قبل الموت ، انشغل فى أشياء كثيرة يريد انهائها قبل أن يبدأ الفرح ..
وعلى الرغم من أن الصيف يعد دائما بليالٍ تبدأ متأخرة ، إلا أنه فى تماما السابعة مساء انطلقت المدفعية الثقيلة .. موسيقى أجنبية صاخبة تعلن أن الفرح قد بدأ ..
ولكن فجأة تلاشى الصوت فالتمعت عيناه فى أمل توارى سريعا عندما عاد الصوت محملا بأغنية عربية هذه المرة .. كان المطرب (هشام عباس) فى رائعته الخالدة (أسماء الله الحسنى) ..
"نسألك يا من هو الله الذى لا اله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس ....... "
"لا اله إلا الله !!!"
هكذا هتف لنفسه وهو يضرب كفا بكف ..
ليست لديه مشكلة شخصية مع المطرب المذكور سوى أنه لا يحسن نطق بعض الحروف من مخارجها الأصلية ..
لكن تعجبه من سخافة العقول التى تصر على الجمع بين أسماء الله الحسنى وموسيقى (الهيفى ميتال) الصاخبة ..
وفى قرارة نفسه عرف ألا مجال الليلة للقراءة أو الهدوء ..
أمتدت يده الى جهاز التحكم عن بعد وضغط زر تشغيل التلفاز وهو يسمع صوت المطرب يقول "... الغااااافلووووووووووون " ...
وفى سرعة انطلقت أصابعه تقلب فى قنوات التلفاز حتى استقر أخيرا على قناة لم تكن يوما مملة ..
قناة الجزيرة ...
اخذ يقرأ شريط الأخبار المتحركة أسفل الشاشة وأحدهم يمسك بمسماع المكبر الصوتى ويردد
" العروسة! .. وكمان العروسة!! " ...
وفى قناة الجزيرة التى رفع صوتها الى أقصى درجة ممكنة ليتمكن من سماع مقدم البرامج يقول " هذا وقد حذر رئيس الوزراء الفلسطينى اسماعيل هنية من محاولات الصهاينة المستمرة لتهويد القدس العربية وأكد أيضا أن .... "
كانت تحية العروس قد أنتهت وانطلق فاصل غنائى لمطرب ما ...غالبا هو سعد الصغير ...هو قادر على تمييزه الآن ...كانت أغنية من أحد أفلامه يغنى فيها لحماره ويقول " بحبك يا حمار ..."... بعد أن ساهم التلفاز المصرى فى شهرته ...
" وفى العراق مازال مسلسل الجثث المشوهة مجهولة الهوية مستمرا بينما يؤكد الرئيس الأمريكى أن بقاء القوات الأمريكية فى العراق غير محدد بوقت .." ..
لا يعرف كم مضى من وقت وهو جالس أمام التلفاز يشاهد الجزيرة بينما يقتحم صوت الفرح رأسه وعقله دون استئذان ..
"ودلوقتى معادنا مع فكهة السهرة .. الراقصة اللولبية .. سنية " ..
"وفى لبنان مازالت الإشتباكات دائرة فى الجنوب بينما الصراع السياسى على أشده بين كافة الأطراف من أجل تشكيل الحكومة "
كان يتابع الأخبار فى الجزيرة بنصف عقل والنصف الآخر موزع ما بين الإشمئزاز من الفرح والبحث عن شيء يفعله ..
وفى ملل حقيقى أخذ يتابع نشرة الأخبار مختارا ، والفرح مجبرا ..
"وفى مصر حيث مازال التحقيق جاريا مع رجال الشرطة الثلاثة المتهمين بالقتل العمد لأحد المواطنين أثناء تعذيبه ..."
"أسمع اجمل سلام للمعلم عبد الجبار .. يعنى المزاج وآخره .. والليل بطوله .. والنهار اللى منعرفوش .. وووش "
" كما أكد سيف الإسلام القذافى على أن الإهمال هو المتهم الأول فى قضية الممرضات البلغاريات و... " ...
"ماذا؟!!!"
.. هكذا هتف لنفسه ذاهلا .. بعد كل هذا الشد والجذب ؟؟
" وسمعنى سلام من خاف سلم يا معلم .. يعنى الادب ..دب.. والأحترام ..اام.. والكبير اللى منقولوش لأ .. أء "
وفى مرارة حقيقية لا يعرف إن كان مصدرها الفرح أم الجزيرة وأخبارها ، امتدت يده الى زر جهاز التحكم ، ليغلق التلفاز وأندفع الى حجرته مستلقيا على فراشه وإن كان يعلم انه لن ينام ..
كيف ينام وفى اعماقه مشاجرة لا تكاد تهدأ إلا وتبدأ من جديد ..
ولكن عندما تناهى الى مسامعه تلك الأصوات القادمة من الشارع حيث الفرح أدرك أن مشاجرته الخاصة قد أنتهت ..
لقد بدأت مشاجرة حقيقية ..
أندفع الى الشرفة ودفع زجاجها فى سرعة وأزاح الستائر وهو يلقى ببصره عبر النافذة ..
لقد أنقلب الفرح الى شجار ..
وعلى الرغم منه علت شفتيه ابتسامة غريبة ..
أخيرا سيتمكن من القراءة ..
وسيحاول فهم العالم من جديد ..
تمت
أحمد رشاد
9/8/2007
القصة منشورة فى منتديات دار ليلى للنشر والإعلان والتوزيع هنا