رسالة
لم أكن انا حبيبتى ..
صدقينى ..
ذلك الذى أتاك وطلب مقابلتك لم يكن هو الذى سعى كثيرا
وطويلا للقائك ..
تعرفيننى أنت منذ زمن ..
وتعرفين كيف أكون مستعدا للمفاجأة ربما .. على
أن تأتى المفاجأة كمفاجأة ..
تعرفين أننى كثيرا ما أرتبكت أمامك فقط لأنى لم أتوقع أن
تكونى بهذا الشكل ..
صدقينى لو قلت لك أنى لم أعرفك .
ذلك الوجه الذى قابلنى .. لم
يكن وجهك الذى أنتظرته طويلا ..
تلك اللامبالاة .. تلك
السرعة ..
تلك
اللعنة التى ألجمت لسانى وجعلتنى عاجزا عن الكلام ..
تعلمين أنى قضيت ليلة اللقاء متعبا مسهدا .. قضيتها
أفكر فيك كثيرا وأتوقع كيف يكون لقائك بعد تلك السنوات ..
شغلتينى عن لقائك بالتفكير فيك حتى أفسدتى ذاك اللقاء ..
والآن وقد تركتك متعبا .. حائرا
..
تائها
..
تركتك مرغما وأنت تعلمين .. ذلك
الوجه الذى لم أتوقعه لك .. فعلها ..
كنت أظنه وجهك القديم .. حيث
الخلجة تعنى لى شيئا .. حيث النظرة التى
تستنطقنى وإن أحببنى الصمتُ .. توقعتك كما عرفتك .. كما
قرأت رسائلك الكثيرة .. كما عشقتك أول مرة ..
ولما ألتقيتك .. بذلك
الوجه الذى لا أعرفه .. ولما تركتك بتلك الطريقة
الموجعة .. تمنيت وقتها جناحين لى يحملانى بعيدا ... بعيدا
...
عنك
..
لماذا تصنعت الدهشة وأنت تعلمين بكل ما قلته من قبل أن
أقوله ؟
لماذا أربكتنى نظراتك وجعلتنى كلمات مبعثرة لا تحسن معنى
؟
أما كان لديك غير ذلك الوجه؟ .. كيف
وقد علمتينى أن دقائقك تحمل كلها معانى ..
أكان عجيبا ما قلته ؟ أكان شديد الوطء عليك؟
كيف وانت كثيرة وطئاتك بحياتى؟
كل لقائك .. ضاع
بفكر ..
وبسهر
..
وبإرهاق
..
وتلومنى نفسى لأنى لم أحسن لقياك !!
دعيها تكن كلمتى الأخيرة ..
لن أرغب إلا فيمن يرغبنى .. لن
أهوى إلا من يقتله هواى ..
لن أسعى اليك ثانية .. ومكانى
وكيانى تعرفه كل عيونك ..
تلك رسالة ..
لا أرغب فى أن تصلك .. فإن وصلتك .. أعتبريها
كأن لم تكن ..
وتحياتى .. إن
كنت تحتاجين منِّى تحية ..
وسلامى الهام .. إن
كان كذلك ..
بالنسبة لك .. وإن لم يكن هاما .. فختام
.
أحمد
27/11/2007